*زيارة السوداني لا تجلب انسحاباً: المقاومة تلوّح بكسر الهدنة* فقار فاضل بغداد | تسود توقّعات بتصعيد "المقاومة الإسلامي

عاجل

الفئة

shadow
*زيارة السوداني لا تجلب انسحاباً: المقاومة تلوّح بكسر الهدنة*


فقار فاضل

بغداد | تسود توقّعات بتصعيد "المقاومة الإسلامية في العراق" عملياتها العسكرية ضد القواعد الأميركية في العراق وسوريا، بعد توقّفها منذ ثلاثة أشهر. ويأتي ذلك وسط تأكيدات مصادر رسمية فشل رئيس الحكومة، محمد شياع السوداني، خلال زيارته الأخيرة لواشنطن، في إقناع الولايات المتحدة بسحب قواتها من البلاد، الأمر الذي أغضب فصائل المقاومة التي كانت قد وافقت على الهدنة إفساحاً في المجال أمام مفاوضات الانسحاب. وانطلقت، مساء الأحد الماضي، خمسة صواريخ من الأراضي العراقية، وتحديداً من قرية حمد آغا في ناحية زمار، شمال غرب الموصل، في اتجاه القاعدة الأميركية في خراب الجير ضمن الأراضي السورية، ثم في اليوم التالي، جرى استهداف قاعدة عين الأسد في الأنبار بطائرات مُسيّرة. ولم تتبنَّ "المقاومة الإسلامية" هاتين العمليتين، بينما نفت "كتائب حزب الله" العراقية، في بيان، استئناف هجماتها على القوات الأميركية.
لكنّ مصادر في "تنسيقية المقاومة" العراقية تفيد "الأخبار" بأن عدم تبني العمليات هو تكتيك جديد للمقاومة في نشاطها العسكري. وتضيف أنّ الهجوم على معسكر "كالسو" التابع لـ"الحشد الشعبي" في محافظة بابل كان من قبل القوات الأميركية، والعمليات التي تلته هي ردّ عليه، من دون الإعلان عن الفصيل الذي نفّذها. وفي المقابل، دعا الجيش الأميركي، الحكومة العراقية، إلى اتخاذ تدابير لحماية قواته في كل من العراق وسوريا.
من جهته، يتحدّث مصدر حكومي عراقي، إلى "الأخبار"، عن أنّ "فصائل المقاومة، وكذلك بعض قوى الإطار التنسيقي، لم تقتنع بجدوى زيارة رئيس مجلس الوزراء لواشنطن". ويضيف أنّ "هناك تلميحات وصلت إلى الحكومة من قبل قيادات الفصائل بعودة استهداف القواعد الأميركية مجدداً"، لافتاً إلى أن "السوداني عازم على عقد اجتماع مع الإطار التنسيقي لبحث زيارته لواشنطن وزيارة الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، للعراق". ويؤكد أنّ "الأميركيين دعوا رئيس الحكومة إلى حماية قواتهم من هجمات الفصائل، وفي المقابل دعاهم السوداني إلى جدولة الانسحاب وعقد اجتماعات اللجنة العسكرية المشتركة لتسريع الأمر".
وفي السياق نفسه، يوضح المتحدث باسم حركة "حقوق" التابعة لـ"كتائب حزب الله "، علي فضل الله، أن "استراتيجية أو سياسة عدم تبني القصف من كلا الطرفين، سواء من فصائل المقاومة أو من الجانب الأميركي وحتى من قبل الكيان الصهيوني، هي استراتيجية جديدة على الحرب والمواجهة، الغرض منها هو عدم إعطاء الشرعية للطرف الثاني للرد على القصف". ويبيّن، في تصريح إلى "الأخبار"، أنّ "الأسلوب أصبح واضحاً، وخصوصاً من قبل الجانب الأميركي والكيان الصهيوني، ولا سيما بعد توجيه الضربة القوية والقاصمة من قبل الجمهورية الإسلامية إلى الكيان. ولذا، فإن قواعد الاشتباك ومعادلة الحرب وموازين القوى جميعها تغيّرت لصالح محور المقاومة الإسلامية بصورة عامة".
ويتابع فضل الله أنّ "الحرب على العدو لا تنتهي، وليست هناك هدنة، طالما هنالك شرطان لم يتحقّقا، وهما إيقاف الحرب على أهل غزة وفصائل المقاومة الفلسطينية، وانسحاب القوات الأميركية من الأراضي العراقية". ويؤكد أن "العمليات مستمرة، وهناك تكتيكات. أحياناً نرى وجوب توقّف العمليات، لكن هذا لا يعني أن الحرب انتهت مع الجانب الأميركي، بل هي مفتوحة". وفي ما يتعلق بزيارة السوداني لواشنطن، يعتقد فضل الله أنّه "لم يتم تناول موضوع انسحاب القوات الأميركية. وإذا عدنا إلى تصريحات الكثير من المسؤولين والقادة الأميركيين، فهناك تشبُّث بالبقاء أطول فترة ممكنة"، مشيراً إلى أنّ "المقاومة لم تكن تعوّل على زيارة السوداني".
أما القيادي في "الإطار التنسيقي"، عائد الهلالي، فيشكّك في نتائج التحقيق بشأن الانفجار في معسكر "كالسو"، ويعتبر أنها جاءت منقوصة. ويوضح الهلالي، في حديث إلى "الأخبار"، أن "التحقيق لم يكشف أسباب الانفجار، هل هو حادث عرضي بسبب سوء التخزين للأسلحة، أم هناك عملاً متعمّداً؟". ويشير إلى أن "الشكوك ما زالت قائمة بأن الانفجار تمّ عبر استهداف متعمّد، إلا أن الجميع ذاهب الآن نحو التهدئة، ولهذا جاء التقرير بهذه الصيغة للحفاظ على الهدوء ومنع أي تصعيد قد يكون من قبل الفصائل أو غيرها". لكنّ القيادي في "الحشد الشعبي"، علي حسين، يرى أنّ "القوات الأميركية لن تنسحب بالدبلوماسية ولا بلغة الحوار، فلهذا التعامل بالقوة هو السلاح الوحيد لطردها من البلاد". ولا يستبعد، في تصريح إلى "الأخبار"، عودة هجمات الفصائل على الاحتلال، لافتاً إلى أنّ "المقاومة الإسلامية عادة ما تتبنّى كل عملياتها ضد العدوان وهذا فخر لها ولنا، لكنها بدأت تتعامل بالمثل مع الأميركيين، وهم لا يعلنون عن عملياتهم ومُسيّراتهم التي يطلقونها في سماء العراق".

الناشر

هدى الجمال
هدى الجمال

shadow

أخبار ذات صلة